ورم البنكرياس الحميد: الأنواع الرئيسية وما يجب معرفته

الورم البنكرياس الحميد هي نمو غير سرطاني يحدث في البنكرياس. على الرغم من أنها لا تشكل خطرًا مباشرًا على الحياة مثل الأورام الخبيثة، إلا أن فهمها، تشخيصها، وإدارتها بشكل صحيح أمر ضروري للحفاظ على صحة جيدة وتجنب المضاعفات المحتملة. في هذا المقال، سنستكشف مختلف جوانب الأورام البنكرياسية الحميدة، من الأعراض والأسباب إلى خيارات العلاج والوقاية.

تعريف ورم البنكرياس الحميد

الأورام البنكرياسية الحميدة هي عبارة عن نمو غير سرطاني يحدث في البنكرياس. هذه الأورام لا تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم وغالبًا ما تكون أقل خطورة مقارنة بالأورام الخبيثة. ومع ذلك، قد تتسبب بعض الأنواع في مشاكل صحية، تتطلب تدخلًا طبيًا.

ورم البنكرياس الحميد
ورم البنكرياس الحميد

ماهو البنكرياس

 البنكرياس هو عضو معقد في البطن في الجزء الأيمن و المسؤول عن إفراز بعض الهرمونات التي من دورها تحسن مستويات السكر في الدم فيقوم بإفراز هرمونات مثل الإنسولين ، ينشأ في البنكرياس عدد كبير من الأورام والتي تحدث نتيجة نمور كتل غير طبيعية في خلايا البنكرياس والتي تمثل حوالي 1٪ من جميع آفات البنكرياس ، ويطلق عليه مصطلح ورم البنكرياس الحميد أو ما يسمى ورم البنكرياس الغير سرطاني ، وهو الورم الذي لا ينتشر (ينتقل) إلى أجزاء أخرى من الجسم ، لا تهدد أورام هذه الأورام الحياة ، تتم إزالتها عادةً بالجراحة وفي معظم المرضى لا تعود مرة أخرى .

أنواع أورام البنكرياس الحميدة

 قد لا توجد الكثير من أنواع الأورام الوحيدة الموجودة داخل خلايا البنكرياس ، لكنها أورام لا تنشر ولا تنتقل إلى باقي خلايا الجسم ، لا تسبب بالكثير من الأضرار في معظم المرضي فهي تبدأ في النمو فقط والزيادة في الحجم ومن أهم هذه الأورام:

1. الأورام الكيسية:

- الأورام الكيسية المصلية (Serous Cystic Neoplasms - SCNs):

تعتبر هذه الأورام واحدة من أكثر أنواع الأورام الكيسية شيوعاً في البنكرياس. تتميز بتشكيلها لأكياس متعددة صغيرة الحجم مليئة بسائل شفاف ومائي. هذه الأورام لديها مخاطر منخفضة للتحول إلى سرطانية وغالباً ما تكون غير مؤلمة ولا تسبب أعراضاً ما لم تكبر بشكل كبير بما يكفي للضغط على الأعضاء المجاورة. في هذه الحالة، قد تتطلب الجراحة لإزالتها.

- الأورام الكيسية المخاطية (Mucinous Cystic Neoplasms - MCNs):

هذه الأورام تحتوي على مادة هلامية، الميوسين، وتتميز بوجود طبقة من الخلايا المنتجة للمخاط تحيط بالكيست. تعتبر هذه الأورام أكثر شيوعاً في النساء وقد تمتلك إمكانية أكبر للتطور إلى سرطان مقارنة بالأورام المصلية. العلاج قد يتضمن الجراحة لإزالة الورم، خاصة إذا كان هناك أي شك في الخباثة أو إذا تسبب الورم في أعراض بسبب حجمه.

2. الأورام الحليمية الكاذبة الصلبة (Solid Pseudopapillary Neoplasms - SPNs):

  • تعتبر من الأورام النادرة التي تظهر غالبًا في النساء الشابات.
  • تحتوي على خلايا تشكل هياكل تشبه الحليمات لكن بدون تنظيم حقيقي، مما يعطيها اسمها "الحليمية الكاذبة".
  • تميل إلى النمو ببطء ولديها إمكانية منخفضة للتحول إلى الخباثة، لكن يمكن أن تكون غازية محليًا.
  • نظرًا لإمكانية الورم للنمو والضغط على الأعضاء المجاورة أو نادرًا ما تطوره إلى خباثة، يوصى غالبًا بإزالته جراحيًا.
يجب متابعة المرضى بعد الجراحة للتأكد من عدم وجود إعادة نمو للورم.

في جميع الحالات، يعتمد اختيار العلاج على عدة عوامل بما في ذلك حجم الورم، موقعه، إذا كان يسبب أعراضًا، والاشتباه في الخباثة. القرار النهائي يجب أن يتم بالتشاور مع فريق من الأطباء المتخصصين في علاج أمراض البنكرياس لضمان الحصول على أفضل نتيجة ممكنة.

3.ورم كيس البنكرياس الكاذب "Pancreatic pseudocyst"

ورم كيس البنكرياس الكاذب، المعروف أيضًا بالكيسة الزائفة للبنكرياس، هو تجمع للسائل المحاط بجدران كيسية ليست من النسيج الكيسي الحقيقي، وإنما هي نتيجة لالتهاب البنكرياس أو الإصابة بالبنكرياس. 
هذه الكيسات تتشكل عادة كجزء من عملية الالتهاب أو الشفاء بعد حدث حاد أو مزمن في البنكرياس. 

أسباب كيس البنكرياس

توجد هذه الأورام بصورة أكبر في الرجال دونا عن النساء ، كما تتواجد هذه الأورام في صورة مفرده أو أكياس متعددة وينشأ أكثر هذه الأورام في ذيل البنكرياس.
  1. التهاب البنكرياس الحاد أو المزمن: يعتبر السبب الرئيسي لتشكل الكيسات الزائفةالتهاب البنكرياس يمكن أن ينجم عن الإفراط في تناول الكحول، وجود حصوات في المرارة، أو أسباب أخرى.
  2. إصابات البنكرياس: مثل الصدمات الناتجة عن حادث أو إجراء جراحي.

أعراض كيس البنكرياس

قد لا تظهر أعراض واضحة في البداية، لكن مع نمو الكيسة، قد تشمل الأعراض:
  • ألم في البطن: خاصة في الجزء العلوي، قد يمتد إلى الظهر.
  • الشعور بالامتلاء أو الانتفاخ: خاصة بعد الأكل.
  • الغثيان والقيء: بسبب الضغط على المعدة أو الأمعاء.
  • فقدان الوزن وفقدان الشهية: نتيجة للألم أو الضغط على الجهاز الهضمي

أعراض أورام البنكرياس الحميدة


عندما يظل ورم البنكرياس الحميد في حجمه الصغير، قد يسير بهدوء دون أن يعلن عن نفسه بأي علامات تدل عليه. ومع ذلك، مع تزايد حجم هذا النزيل الصامت، تبدأ الأعراض بالكشف عن نفسها بشكل لا يمكن تجاهله، مرسلة إشارات تستوجب الانتباه والتدخل. من بين هذه الإشارات التي قد تطرق باب الوعي:

عندما يظل ورم البنكرياس الحميد في حجمه الصغير، قد يسير بهدوء دون أن يعلن عن نفسه بأي علامات تدل عليه. ومع ذلك، مع تزايد حجم هذا النزيل الصامت، تبدأ الأعراض بالكشف عن نفسها بشكل لا يمكن تجاهله، مرسلة إشارات تستوجب الانتباه والتدخل. 
من بين هذه الإشارات التي قد تطرق باب الوعي:
  • ألم في البطن ينشر أذياله نحو الظهر: كصدى يتردد بين جدران الجسم، يعلن هذا الألم عن نفسه بشكل يخترق الروتين اليومي، مشيراً إلى أن هناك شيئاً غير عادي يحدث في كواليس الجسد.
  • اليرقان كبطل غير متوقع: يظهر على المسرح بدوره الصامت، حيث يكتسي الجلد وبياض العيون بلون الشمس المائل للصفرة، مُعلنًا عن تغيرات خفية تحدث في أعماق الكيان.
  • قدان الوزن غير المبرر: كأنما تتساقط الكيلوغرامات بسرية، في غمضة عين، دون جهد أو قصد، مما يثير التساؤلات حول القوى الخفية التي تعمل في الخفاء.
  • فقدان الشهية المفاجئ: حيث تفقد المأكولات جاذبيتها وتتحول وجبات الطعام إلى لقاءات بلا مواعيد، مشيراً إلى اختلال في التوازن الداخلي للجسم.
  • البراز فاتح اللون: كأنه يحمل رسائل مخفية، يتغير لون البراز، مؤشراً على أن العمليات الداخلية للجسم ليست كما ينبغي.
  • البول داكن اللون: يتخذ البول لوناً أغمق، كما لو كان يحاول سرد قصة عن التغييرات الجارية في الأعماق.
  • حكة في الجلد في حالات نادرة: كإشارة محيرة، قد يشعر الشخص بحكة في الجلد، وهي علامة تحمل في طياتها الكثير من الأسرار حول ما يجري داخل الجسد.
هذه الأعراض، التي تبدو كلوحة فنية معقدة، تنبه إلى ضرورة التقصي والاستجابة لما يحدث داخل الجسم. 
يصبح الانتباه لهذه الإشارات وفهم معانيها خطوة أولى نحو التعامل مع الوضع بمسؤولية وعناية، مما يفتح الباب أمام تشخيص دقيق وعلاج موجه يستهدف استعادة الانسجام والتوازن الداخلي.

أسباب ورم البنكرياس الحميد

السبب الرئيسي لهذه الأورام غير واضح وربما يكون السبب في ذبك هو الإصابة بالعدوى أو إلتهاب البنكرياس الحاد أو المزمن ويمكن أيضا أن يكون وجود إحدى عوامل الخطر المعروفة سببا في خدوثة مثل:
  • التبغ والتدخين
  • البدانة والسمنة
  • داء السكري أو مرض السكر
  • تاريخ عائلي لسرطان البنكرياس
  • حالات وراثية معينة
  • التهاب البنكرياس المزمن
  • الكحول الخمول البدني
  • تناول اللحوم المصنعة
  • التعرض المهني للمواد الكيميائية
  • فيروس التهاب الكبد B
  • تليف الكبد

الفرق بين سرطان البنكرياس الحميد والخبيث

من المهم التمييز بين الأورام الحميدة والخبيثة في البنكرياس. 
الأورام الحميدة لا تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم وعادةً ما تكون أقل خطورة. 
من ناحية أخرى، الأورام الخبيثة (السرطانية) تنمو بشكل أسرع ويمكن أن تنتشر إلى أنسجة وأعضاء أخرى، مما يجعلها أكثر خطورة وغالبًا ما تتطلب علاجًا أكثر تعقيدًا.

هل يمكن أن تتحول الاورام الحميدة إلى خبيث

يعتبر كلا من الورم الكيسي المخاطي (MCN) و الأورام الحليمية المخاطية ليست أورام سرطانية لكنهم يمكن أن يصبحوا في بعض الأحيان سرطان البنكرياس إذا لم يتم علاجهم.

تشخيص وعلاج ورم البنكرياس

أولا تشخيصة 

في حالة اشتباه الطبيب افي وجود إحدى هذه الأورام فيبدأ الطبيب عندها بإجراء بعض الفحوصات للتأكد من نوع هذه الأورام وطبيعتها وعاده مايبدأ بالاتي :

  • التصوير الرنيني
  • إجراء موجات فوق الصوتية أو التصوير التلفزيوني
  • أجراء منظار التشخيصي :للوصول إلى أقرب نقطة يستطيع التعرف لان خلاياها على الورم بعد ذلك من المتوقع أن يرسل الطبيب هذه الكيسات الي المعامل التشخيصية للتأكد من عدم تكوينها كتل ورمية خبيثة .
  • قد يطلب الطبيب بعض الفحوصات العادية مثل تحليل بول وتحليل الدم الكامل

علاج ورم البنكرياس الحميد

 علاج ورم البنكرياس الحميد يتطلب تدخل جراحي دقيق، مصمم لإزالة الورم بشكل فعال مع الحفاظ على الوظائف الطبيعية للبنكرياس قدر الإمكان. استراتيجية العلاج تعتمد بشكل أساسي على موقع وحجم الورم، وتشمل الخيارات الجراحية الرئيسية الآتية:

1. عملية ويبل (Whipple Procedure):

تُعتبر هذه العملية من التدخلات الجراحية الرئيسية عندما يكون الورم موجودًا في رأس البنكرياس. خلال الإجراء، يقوم الجراحون باستئصال الورم والجزء المصاب من البنكرياس بالإضافة إلى جزء من الاثني عشر. هذه العملية تتطلب دقة عالية ومهارة فائقة لضمان الإزالة الكاملة للورم وتقليل المخاطر المحتملة.

2. عملية إزالة الجانب الأيسر:

عند تواجد الورم في الجزء الأيسر من البنكرياس، يتم اللجوء إلى استئصال هذا الجزء. في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر أيضًا استئصال الطحال، خاصة إذا كان الورم كبيرًا ويثير مخاوف من تأثيره على الأعضاء المجاورة. هذا النوع من الجراحة يسعى للحفاظ على أكبر قدر ممكن من نسيج البنكرياس السليم.

3. عملية استئصال البنكرياس الكلي:

في الحالات التي تكون فيها الأورام الحميدة منتشرة في جميع أنحاء البنكرياس، قد يكون الخيار الوحيد هو استئصال البنكرياس بالكامل. هذا القرار لا يُتخذ إلا بعد تقييم دقيق للحالة والأخذ بعين الاعتبار التأثيرات الطويلة الأمد لعدم وجود البنكرياس، حيث سيحتاج المريض بعد ذلك إلى التعايش مع الحاجة المستمرة للأنسولين والإنزيمات الهضمية.

يمكن للإنسان أن يعيش حياة طبيعية ومنتجة دون بنكرياس، ولكن ذلك يتطلب التزامًا بإدارة صحية دقيقة، تشمل السيطرة على مستويات السكر في الدم وتعويض الإنزيمات الهضمية. النجاح في التعامل مع هذه الحالة يعتمد على التخطيط الدقيق للعلاج والمتابعة الطبية المستمرة.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-